سطر مجمع سوناطراك برنامجا طموحا يرمي الى تعميم استخدام الطاقة الشمسية في حقوله النفطية و الغازية على المدى المتوسط ،و يسمح البرنامج المعتمد بتقليص حجم استهلاك المحروقات الأحفورية و انبعاث ثاني أكسيد الكربون.
و يأتي البرنامج في اعقاب اطلاق المجمع لمشروع مع مجمع ايني الايطالي لمحطة شمسية بقدرة 10 ميغاوات بمنطقة بئر ربع شمال بورقلة ،و ستكون هذه المنشئة عملية في ديسمبر المقبل،و لتليها مشاريع أخرى مماثلة حسب ما اشار اليه الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك أمين معزوزي الذي قام برفقة المفوض المسير كلاوديو ديسكالزي بوضع حجر الاساس للمحطة في الحقل الذي تشرف عليه شراكة بين سوناطراك و أجيب فرع ايني الايطالية .
و أكد معزوزي أن الهدف المسطر يتمثل في جعل كل حقول سوناطراك تعمل بالطاقة الشمسية خلال ندوة صحفية نظمت على هامش عملية وضع حجر الأساس،و تتضمن المحطة حوالي 32 الف لوحة شمسية و تمتد على مساحة 20 هكتار و هي قريبة للحقل و من ثم فانها ستساهم في توفير الطاقة ،كما تم اقامة منشآت تسمح باقتصاد 6 ملايين متر مكعب سنويا من الغاز،وأضيف للمنشآت مخبر بحث "ذكي" موجه لتطوير الطاقات المتجددة ،و سيساهم في تطوير و تجريب التكنولوجيات الجديدة ميدانيا .و تندرج الاتفاقية في اطار التعاون القائم بين ايني الايطالية و سوناطراك بمقتضى الاتفاق الموقع في 25 نوفمبر 2016 .
و على هامش مراسيم الاتفاقية،قام معزوزي بزيارة الى القاعدة الصناعية لمركزمعالجة المحروقات الذي سيستفيد من المحطة الشمسية لاحقا ،حيث دخل القطب الصناعي الخدمة في 1995 و ينتج ما معدله 84 ألف برميل من النفط الخام يوميا،بفضل أكثر من 177 بئر .
من جانبه،اكد ممثل شركة ايني ديسكالزي على الطابع الاستراتيجي للمحطة ومزاياها فيما يتعلق بتخفيض انبعاث ثاني أكسيد الكربون CO2 ،مشيرا أن الشراكة بين الجانبين قائمة منذ خمسون سنة و تكتسي أهمية بالغة و تصبو الشركة الايطالية الى تدعيمها أكثر.
ايني تواصل مفاوضاتها مع الجزائر حول أسعار الغاز
كما تم خلال اقامة الوفدين تنظيم جمعية عامة للشركة الايطالية بمدينة ورقلة،و اشار المسؤول الايطالي أن ايني استثمرت منذ2010 أكثر من 11 مليار أورو في الطاقات الاحفورية و المتجددة و هوما يمثل 30 في المائة من استثمارات الشركة في الخارج ، و كشف ممثل الشركة الايطالية أن المفاوضات الخاصة باسعار الغاز متواصلة بين الطرفين ،للتوصل الى اتفاق يرضي الطرفين،علما ان ايني طالبت بمراجعة الاسعار المعتمدة في اطار العقود متوسطة و طويلة الاجل قبيل انقضاء العقود المتوقعة في 2019 .
و تندرج الاتفاقية الجزائرية الايطالية في اطار برنامج وطني لتطوير الطاقات المتجددة،لبلوغ انتاج في غضون 2030 بنحو 22 ألف ميغاوات موجهة الى السوق المحلي و أكثر من 10 آلاف ميغاوات اضافية موجهة للتصدير ،و هوما من شأنه أن يخفض نسبة الاستهلاك بأكثر من 9 في المائة للطاقات الاحفورية في غضون 2030 و اقتصاد حوالي 240 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي أو حوالي 63 مليار دولار على امتداد 20 سنة
Add new comment